recent
أخبار ساخنة

اخر « فصل » فى ملحمة «شهداء المنيا» وتفاصيل جديده

«الفصل الأخير» فى ملحمة «شهداء المنيا»
بمُجرد أن تطأ قدماك مركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، يفصلك مسير لا يزيد عن نصف الساعة بالسيارة عن «قرية العور» التابعة للمركز، والمعروفة للجميع كونها القرية التى ينتمى إليها القسم الأكبر من شهداء الدولة المصرية الذين قضوا نحبهم على الشواطئ الليبية بيد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى أوائل 2015. رغم مواراة التُراب الليبى لأجساد الشهداء فى موضع سريّ لا يعلمه سوى من نفّذ العمليّة الإرهابية ومن قام بتصويرها، فإن ذِكر شهداء العور حاضر حتى الآن فى يوميّات أهالى سمالوط، وبصورة أكثر تكثيفًا، كلما اقتربت من «العور». 


فوق صدر عجوز صعيدية تتشح بالسواد، يلتمع قلب ذهبى طُبع على وجهيه صورة للشُهداء. لاترتدى العجوز وحدها القلب الذهبيّ المُميّز، فالعديد من نساء المركز واللاتى رُبما لا تربطهن صلة قرابة بالشهداء يرتدين ذات القلب الذى تطوعت بتصميمه بعض استديوهات التصوير بالمركز، فضلاً عن القريبات، وفاءً لذكرى الشُهداء. رغم أن الذكرى حاضرة لليوم، إلا أن جديدًا فى مسار تحقيقات المذبحة، قد أنعش الذكرى وجعلها بحرارة الأيام الأولى، بعد أن أكد الهلال الأحمر الليبى العثور على رُفات الشهداء المصريين. أمام مساحة زراعية شاسعة، تتخذّ كنيسة شُهداء الإيمان والوطن لها موضعًا فى مُقدمة القرية، كعلامة مُميِزة على الطريق لقرية لن تنسَى يومًا شهداءها، فيما يتقوّت أبناؤها من الزراعة فى أوان الحصاد، بينما واصل فى الماضى شُبابها البحث عن مصدر رزق أكثر اتساعًا فى الجوار الليبى، بُناة يذرفون عرق جبينهم فى الغُربة، ويحصدونه فى مسقط رأسهم. سقف آمن وجدران مُشيّدة بطوب ناضج يصمد تحت سيول الشتاء، أو فرصة تعليمية أفضل للأبناء فيصبحون خيرا منهم، أو حتى ثوب قماش ترتاح لملبسه والدة أو زوجة. اليوم، لم تتوقف القرية عن إرسال أبنائها فى طلب الرزق فى جميع الأرجاء، فالحال الضيق هو الحال حتى بعد المذبحة. ورغم أن «العور» احتضنت كنيستها الأساسية من زمن، إلا أن أوامر رئاسية قضت بتخليد ذكرى شهدائها بكنيسة خاصة تحمل اسمهم بالتزامُن مع الحادث الأليم، وبدأ العمل فيها على قدم وساق منذ أكتوبر عام 2015، وقُبيل الانتهاء من أعمال الإنشاءات، عرف القائمون عليها أنها لن تحمل فحسب أسماء الشُهداء، ولكن سيضُم ثراها رفاتهم، بعد العثور عليها بمحض المُصادفة بعد اندحار داعش فى ليبيا. «بركة وكرامة للقرية ولمصر كلها»، هكذا يتعامل أهل القرية مع خبر الساعة، خبر نقل الرُفات إلى الكنيسة (تحت الإنشاء) خلال مُدة قد تطول وقد تقصُر، ورغم إعادة الخبر ذكريات الفراق والفقد طازجة كما كانت قبل ثلاثة أعوام، تتهلل قلوب الجميع أكثر ما يعتصرها الألم، فيما يتمنى المتمنون ليس جلب الرُفات فحسب، وإنما كل ذرة تُراب خطى عليها شهيد بأقدامه.

أهالى الضحايا: سبقونا للسماء متمسكون بعودة الرُفات وننتظر دفن «عضم ولادنا»
بدار الشهيد «ملاك إبراهيم» استقبلنا والده بجسدٍ واهن، بينما كان يلعب حوله ابن الشهيد، ويدعى «فلوباتير»، 5 سنوات، ويؤكد جدُه أنه على حداثة سنه «عارف كُل شىء».المزيد

مريم وُلدت وأبوها تحت «سيف داعش»
ولفت شنودة نجاتى أنيس، شقيق الشهيد لوقا، المقيم بقرية الجبالى بمركز سمالوط، إلى أن شقيقه الشهيد عمره 27 عاماً، وأنه حضر إلى القرية قبل عام واحد لإتمام زواجه، ورزقه الله بطفلة تدعى مريم عمرها الآن 3 سنوات، ولم يشاهد طفلته، ولكنها تعلم وتقول «بابا بيحب ربنا قوى عشان كده اختار يروح عنده».المزيد

راعى كنيسة العور: عودة الجثامين كانت أقرب للخيال وظهورها تعزية لأهالى الشهداء
قال الأب مقار عيسى، راعى كنيسة العذراء مريم بقرية العور، إن شهداء ليبيا باكورة شهداء العصر الحديث، وأن بناء كنيسة خاصة لهم «سابقة فريدة من نوعها». وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن «المجمع المقدس المصرى»، أقر بأن 15 فبراير عيد لكل شهداء العصر الحديث، موضحًا أن كل الأخبار المتداولة على بعض المواقع الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعى عن وصول الجثامين غير حقيقية وإلى نص الحوار:المزيد

أم الشهداء: ننتظر حفل زفافهم إلى كنيستهم الجديدة
تجلس أم الشهداء، بجوار المقصورة الكبيرة التى قامت بإنشائها لتحويل منزلها لمزار لابنيها الشهيدين «بيشوى وصموئيل اسطفانوس»، حيث قامت بتحويل جزء من منزلها إلى مزار، وصنعت مقصورة تعلوها منارتان أعلاها الصليب، ووضعت داخلها ملابسهما وصورهما وكافة متعلقاتهما، وأمام المقصورة وضعت صورة كبيرة تحمل صور شهداء ليبيا وأسماءهم، وأسفل الصور وضعت أيقونة تحمل كلمات مديح لشهداء ليبيا.المزيد

«جلباب» زوجة الشهيد «تواضروس» نبوءة العودة وخلع أثواب الحداد
قبل خبر العثور على الرُفات بيوم، رأت زوجة الشهيد تواضروس، أكبر الشُهداء سِنًا، حلم: «شفت حد بيهادينى قربانة (خبز مقدس) عليها نقطة دم، بعدين شفت حد بيدينى ثوبين لونهم لبنى، مارضيتش ألبسهم وقلت الناس هتتريق عليا عشان الحداد، لكن اللى عطاهم لى قال هتلبسيهم»، فى الصباح، قصت ملكة عيد، الحُلم على شقيق زوجها الشهيد، فأخبرها أن رؤيتها حق، وأن رُفات الشهداء ستصل مصر عن قريب بعد العثور عليها فى ليبيا. ومنذ ذلك اليوم، اقتنت الزوجة ثوبا مُلونا، ترتديه فى استقبال الرُفات، وتخلع من بعده ثوب الحداد الذى ارتدته منذ ثلاثة أعوام تقريبًا.
google-playkhamsatmostaqltradent