تفاصيل جديدة في انتحار راهبي أبومقار وما يتنظر الراهب المنتحر
 |
| عاجل |
تواصلت توابع مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير القديس مكاريوس الكبير بوادى النطرون، ومحاولة الراهبين بالدير «إشعياء المقارى» و«فلتاؤس المقارى» الانتحار، بعد تجريد الأول من الرهبنة، نتيجة ارتكابه عددًا من «المخالفات».
وكشفت مصادر طبية فى المعهد القومى الطبى بدمنهور، عن أن التقرير الطبى الخاص بمحاولة الراهب المجرد «إشعياء المقارى» الانتحار بتناول مادة سامة، جاء فيه: «لا يمكن الجزم بتناول مادة سامة»، متهمة إياه بـ«ادّعاء تناول السم».
وأوضحت المصادر، لـ«الدستور»: «الراهب المجرد جاء فى حراسة رجال الشرطة برفقة النيابة العامة، فأجرينا الفحوصات اللازمة له، ثم وضع تحت الملاحظة لمدة ساعتين، إلى أن غادر المستشفى عقب تبين ادعاؤه تناول مادة سامة».
فيما واصلت النيابة العامة بوادى النطرون، برئاسة المستشار وائل بكر، التحقيق مع الرهبان والأساقفة فى واقعة محاولة الراهب «فلتاؤس المقارى» الانتحار بقطع شرايين يديه داخل مسكنه بالدير، ثم القفز من الطابق الرابع بالعيادات الطبية، حيث كانت تجرى محاولات إنقاذه.
وكشفت التحقيقات مع ١٥ راهبًا وأسقفًا بشأن الواقعة، عن أن الراهبين «إشعياء» و«فلتاؤس»، كانا دائمى الجلوس والتحدث مع بعضهما بعضًا بصورة مستمرة منذ دخولهما الدير للرهبنة، خاصة أنهما فى سن متقاربة.
وحسب تلك التحقيقات، فإن «فلتاؤس» ظهرت عليه علامات الحزن عقب إصدار الكنيسة قرارًا بتجريد «إشعياء» من رتبته وطرده خارج الدير، وعودته إلى اسمه العلمانى وائل سعد.
فيما قال مصدر قضائى إن حالة من الاضطراب وعدم الاتزان ظهرت لدى الراهب إشعياء المقارى، أثناء التحقيق معه فى واقعة مقتل الأنبا إبيفانيوس.
من جهتها، قالت مصادر كنسية، إن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلف سكرتيره القس أنجيلوس إسحق، بمتابعة أوضاع دير الأنبا مقار، والإقامة مع رهبانه لمتابعة شئونهم بعد مقتل رئيسهم الأنبا إبيفانيوس، مضيفة: «القس نجيلوس يتابع من داخل الدير سير التحقيقات، ويبلغ البابا بنتائجها لحظة بلحظة».
ونوهت إلى أن البابا قرر تخصيص عدد من أيامه للخلوة الروحية فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، مع الصلاة من أجل الكنيسة وثبات إيمانها، بالتزامن مع بدء صوم السيدة العذراء، أمس الثلاثاء.
فى السياق ذاته، تعتزم لجنة شئون الأديرة بالمجمع المقدس، التحقيق مع الراهب فلتاؤس المقارى، عقب خروجه من مستشفى «أنجلو أمريكان» بالزمالك، لمعرفة أسباب إقدامه على الانتحار، ومناقشة الإبقاء عليه فى الرهبنة أو تجريده، فى ظل أن الكنيسة الأرثوذكسية تحرم الانتحار وتجرمه وتمنع الصلاة على المنتحر، وفق مصادر.
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن الانتحار محرم فى المسيحية، لأن الحياة هبة من الله، لذا فإنه فى حالة انتحار شخص لا تصلى الكنيسة عليه إلا فى حالات معينة، من بينها أن يكون فى غير وعيه، أو مصابًا بخلل عقلى.
والراهب فلتاؤس المقارى دخل إلى الدير عام ٢٠١٠، بعد عودة الدير مرة أخرى لتبعية الكنيسة القبطية وسلطتها فى أعقاب وفاة القمص متى المسكين، وانتهاء الاستقلال الإدارى للدير عن الكنيسة.