recent
أخبار ساخنة

ننشر لأول مرة أسرارعن «رهبان الأزمة» في دير «أبو مقار»

ننشر لأول مرة أسرارعن «رهبان الأزمة» في دير «أبو مقار»

ازمة دير ابو مقار

الخامس من مايو عام 2009، يمكن القول إنه التاريخ الذي أعاد الراحل البابا شنودة الثالث فيه اكتشاف دير الأنبا مقار في وادي النطرون، بعد سنوات من فرض القمص الراحل متى المسكين سطوته إداريًّا وفكريًّا عليه، حيث إن الخلافات بين البابا والقمص، كانت سببًا رئيسيًا في عزل الدير ورهبانه إداريًّا عن الكنيسة، وجعلته قريب الشبه بـ«الكيان المنفصل».

استقلال دير الأنبا مقار، استمر ساريًا حتى رحيل الأب الروحي متى المسكين، في العام 2006، وما قبل هذا التاريخ حتى عام 2009 لم يزر البابا الراحل الدير مطلقًا، ليس هذا فحسب لكنه ظل معاديًا لمعتقدات رهبان الدير، وشن حربا على أفكار «المسكين» وأتباعه، على صفحات الجرائد، وفي كتب روحية، حتى في عظته الأسبوعية لم يترك الأمر يمر.

الحرب المعلنة بين البابا والقمص، لم تكن كل شيء، إنما وصل الأمر إلى التصدي لكل من يحاول الرهبنة في الدير الأزمة، حيث كان يهدد بحرمان من يفكر في دخول هذا الدير، ووصل الأمر إلى وصف رهبان أبو مقار بـ«المضطربين نفسيًّا»، محذرًا من قراءة -بل ومنع توزيع- مطبوعات الدير بالأخص كتب متى المسكين.

صباح الخامس من مايو 2009 زار البابا شنودة الثالث، دير الأنبا مقار، وكان في استقباله كل رهبان الدير، الذين كان يبلغ عددهم آنذاك 110 رهبان و20 طالب رهبنة، بالألحان الكنسية، وقبل يديه الجميع، واستمعوا إلى الكلمة التي ألقاها، وكانت حول مبادئ الرهبنة.

واستفاض «شنودة الثالث» في الحديث عن الرهبنة لمدة استمرت خمس ساعات ونصف الساعة، وأجاب على أسئلة الرهبان، لكن بعد أن يستفسر عن السائل، وكأنه يستكشفهم من جديد، ويؤكد الجفاء بين الكنيسة ورهبان الدير، حتى إن البطريرك عرف الوفد المرافق له من الآباء الأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء لجنة شئون الرهبان بأسمائهم وأسماء أديرتهم التي يرأسونها، وكان عددهم 10 أساقفة - إضافة إلى الآباء الأساقفة الثلاثة من السكرتارية.

التباعد بين رهبان الدير والكنيسة، يؤكد قول البابا خلال حديثه للرهبان «وفد الأساقفة حضر معى للترحيب بكم والتعرُّف عليكم».

خطة البابا شنودة لضم الدير إداريًّا إلى الكنيسة، بدأت من إعلانه أنه المسئول المباشر عن الدير وعن الرهبان، وذلك بعد أن أعلن الأنبا ميخائيل رئيس الدير السابق ومطران أسيوط استقالته السبت 21 مارس 2009م من رئاسة الدير، بعد مضى 65 عامًا على خدمته كرئيس للدير منذ عام 1944.

بعد أن تمكن البابا شنودة إداريًّا من الدير، اتجه لتنفيذ خطة السيطرة فكريًّا، والتخلص من فكر متى المسكين، الذي توغل وتربى عليه الرهبان هناك، وكان إيمانهم به مسلما، وهى الخطة الأصعب، نظرًا لقيمة وقامة القمص الراحل.
الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة كان فكريا، حيث تبارزا على صفحات الجرائد، والمؤلفات، لكن ظل الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين، ولا يمكن إنكار أن الاثنين كانت لهما مكانتهما في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

البابا شنودة بحث بين الأديرة الثالثة (بيشوي، السرياني، البرموس)، عن طلبة رهبنة يتمتعون بمواصفات خاصة، ويمتلكون الحجة التي تمكنهم من المبارزة فكريًّا، ويؤمنون بفكر البطريرك، الأرثوذكسي الصميم، بناء على ترشيحات رؤساء الأديرة الثلاثة.
بعد وضع أسماء المرشحين من قبل رؤساء الأديرة، وقف طالبه الرهبنة أمام البطريرك، وكانوا بمثابة كتيبة لغزو دير الأنبا مقار، وتفتيت فكر القمص متى المسكين، وعليه أوصاهم، وأدخلهم الدير لمدة 6 أشهر، بعدها تم رسامتهم رهبانا بالدير لنشر أفكاره ومواجهة تعاليم المسكين.

عرفت هذه الدفعة من رهبان دير أبو مقار بدفعة 2010، كما أطلق عليها دفعة الأنبا ميخائيل، رئيس الدير آنذاك، وكان عددهم 10 رهبان، وحملت في جعبتها مسئولية تطهير الدير من تعاليم المسكين التي كان البطريرك مختلف معها.
تنتمي دفعة الأنبا ميخائيل من رهبان دير أبو مقار لمدرسة البابا شنودة الفكرية، وقرر البابا إلباس رهبان الدير القلنسوة الرهبانية المشقوقة التي كان يرتديها كل رهبان الكنيسة القبطية، عدا تلاميذ متى المسكين من رهبان دير أبو مقار، في محاولة لتمييز رهبانه عن بقيو رهبان الدير وإعلان انتهاء استقلاليته.

برز اسم دفعة 2010، بعد حادث محاولة انتحار الراهب فلتاؤس المقاري، بقطع شرايين يديه وإلقاء نفسه من أعلى عيادة دير أبو مقار بالطابق الرابع قفزًا من أعلى مبنى بالدير، حيث إنه أحد أفراد هذه الدفعة المثيرة للجدل.

الأزمة ليست في الدفعة، لكن في ارتباط اسم الراهب فلتاؤس المقاري، بحادث مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، وهو ما فتح الصراع القديم بين البابا شنودة ومتى المسكين واتباعهما، والتي وصلت لحد منع صور البطريرك على إصدارات الدير، كما أن الأخير كان يشجع ويحفز ترك الدير، وكان يحفظ أسماء الذين هربوا من الدير.
google-playkhamsatmostaqltradent