recent
أخبار ساخنة

المقاتل.. النص الكامل لأخطر عظة للبابا تواضروس

المقاتل.. النص الكامل لأخطر عظة للبابا تواضروس

البابا تواضروس الثاني


مقتل الأنبا أبيفانيوس جريمة جنائية واضحة ولا بد من معاقبة الجانى
- «مضربناش حد على إيده وقولنا له روح إترهبن» 

هنأ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأقباط ببدء صوم السيدة العذراء مريم، خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أمس.
وركز البابا خلال عظته على قضية اغتيال الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير أبومقار، وما تبعها من أحداث وقرارات. ووصف التناول الإعلامى للحادث والمقالات التى ناقشت ملف الرهبنة، بأنها «ليس لها أى معنى»، ووصفها بـ«الصحافة الصفراء» سواء فى شكلها الورقى، أو الإلكترونى.
وأشار البابا إلى تحذير الرئيس عبدالفتاح السيسى من تعرض مصر لحرب شائعات مغرضة، هدفها النيل من اقتصاد مصر وأمن شعبها، منتقدًا بعض التغطيات الإعلامية للحادث، والتى قال إنها «مجرد عواصف تضرب بيتًا ثابتًا مبنيًا على الصخر».
وذكر البابا جريمة دير أبومقار، وقال بوضوح إن ما حدث جريمة جنائية «مفيهاش خواطر ومش من مصلحة حد التستر على أى خطأ»، مشيرًا إلى أن القرارات التى أصدرتها الكنيسة بخصوص نظام الرهبنة، هدفها ضبط هذا النظام، وتنقيته، والحفاظ على جوهره، وأنها قرارات جماعية شارك فيها رؤساء الأديرة، والقيادات الكنسية، مناشدًا الأقباط مساعدة الكنيسة بهذا الشأن، من خلال احترام خصوصية الرهبان والأديرة، وعدم تقديم الهدايا المبالغ فيها للرهبان، لأنها تفسد حياتهم الزاهدة.
واستعرض البابا، خلال عظته، تاريخ الرهبنة، ونشأتها فى مصر، والتضحيات التى قدمها الرهبان على مر العصور، واستشهد بآيات من الإنجيل، تشير إلى وجود من يستخدم اسم الرب فى أعمال ظاهرها الخير، لكن باطنها الشر، وأن الرب برىء من كل هؤلاء.

الحياة الرهبانية ليست سهلة آه فيه ناس بتغلط و«أغلب الكلام اللى بيتقال مش صح»
بدأ البابا عظته بآيات من إنجيل متى، الإصحاح السابع: «لأنه يوجد كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قواتٍ كثيرة، فحينئذ أصرح لهم أنى لم أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم كل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر، فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت هذا البيت، فلم يسقط؛ لأن أساسه كان ثابتًا على الصخر»،
الصخر فى الإنجيل يذكرنا بالمسيح. أهنئكم ببداية صوم أمنا العذراء، ذلك الصوم الذى نحبه كثيرًا، ويعتبر آخر أصوام السنة الكنسية، واللى بعدها فى شهر ٩ بنحتفل بعام قبطى جديد.
وطبعًا العدرا مريم أمنا، وأم كل البتوليين، والرهبان، والراهبات، ولها الدور الكبير فى حياتنا، وإحنا عندنا أديرة كتيرة بنسميها باسم أمنا العدرا مريم.
قبل ما أدخل فى الموضوع، أشير إلى أن الكنيسة فقدت اثنين من الأراخنة الأحباء الذين خدموا بكل أمانة، الأسبوع الماضى، وهما: المستشار ملك مينا جورجى، رئيس محكمة الجنايات، وأمن الدولة الأسبق، ونذكره بالخير، وسيرته الطيبة وخدمته للوطن والكنيسة، ونعزى كل أحبائه وأسرته، ونعلم أن السيرة الطيبة دائمًا تدوّن، ونذكر عمله وفعله على امتداد السنوات الطويلة.
والثانى هو الأرخن موريس تواضروس، وهو أستاذ له عمل كبير جدًا، وكان شجاعًا فى الحق، ورسالة فى العطاء والبذل، ووالده كان كاهنًا يخدم فى مدينة الأقصر. كان إنسانًا عالمًا ومدرسًا، وأستاذًا بالكلية الإكليريكية، وأشرف على عشرات الرسائل، وكان يعيش ويغوص فى الكتاب المقدس، ومَثّل الكنيسة فى مؤتمرات عدة، وزوجته ماتت قبل وفاته بـ٥ أشهر.
ونحن نحتفل بصوم أمنا العدرا، وسط الأحداث التى تشهدها الكنيسة، ونتذكر أمنا العدرا أم كل البتوليين، ونتذكر أن صورتها وشخصيتها وسيرتها هى النهج الذى على أساسه قامت حياة الرهبنة.
وناشد البابا الجميع إعمال العقل والتأنى فى إصدار الأحكام وقال: «أرجوكم يا أحباء، عشان دلوقتى الدنيا هايجة، وكل واحد بيقول كلام، وأغلب الكلام مش صح، أرجوكم انتبهوا، وأعيد على مسامعكم (أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات، فحينئذ أصرح لهم أنى لم أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم)».
واستطرد: «آه فيه ناس بتغلط طبعًا، الحياة الرهبانية ليست حياة سهلة، وأحيانًا يجيلى شاب أو شابة يقولوا أنا عاوز أترهبن، وبنقول لهم، يا ابنى أو يا بنتى الرهبنة لا تناسبك، لأن الرهبنة حياة صعبة جدًا ولا يقدر عليها أى أحد، ولذلك تحتاج نفسية خاصة، وقامة روحية خاصة. أنا مش بدخل الدير عشان أبدأ، لكن أنا بدخل عشان أكمل حياة روحية بدأتها».
وشرح البابا نذور الرهبنة: «النذر الأول (الفقر) فمتعملش حاجة تكسر الفقر، والثانى (الطاعة) والتخلى عن الهوى الشخصى، وطالما قبلت تدخل الدير يبقى أنت حطيت نفسك تحت قانون الدير، ولو كسرت قانون الدير، فأنت لا تستحق أن تبقى داخل الدير، والثالث (التبتل)، يعنى التفرغ الكامل للحياة الروحية مع الله، وبنقول فى الدير (المسيح عريس نفسى)، وتصير حياة الراهب صباحًا ومساء، التفكير فى كيف يقابل المسيح. راهب تعنى إنسان يرهب وجه الله. وأى كسر لأى من النذور الثلاثة هو كسر للرهبنة، وطبعًا أديرتنا فيها مئات من الرهبان ملتزمين، وأنا لما بروح وأقابل الآباء الكبار، ببقى فى منتهى السعادة».
اعرفوا أيها الأحباء قيمة الأديرة لمصر الأديرة واحات صلاة تصلى من أجل العالم كله، وتصلى من أجل الأرض، وهذه الصلوات حارسة لأرض مصر.
وذكر البابا جزءًا من حياته فى الدير، وقال: «أنا ما كنتش باكل البصارة، وأنا ما بحبهاش، لكن أول أكلة اتطلبت منى لما روحت الدير ومسكت المطبخ، هى البصارة، وطبعًا اللى يعمل أكل لازم ياكله. هى دى الحياة البسيطة، وعاش وبيعيش بيها الآباء، وكل أديرتنا ما زالت بخير، اوعى تهتز».

لتفاصيل اكثر اضغط على التالي

<><>

فى كل مجتمع هيظهر يهوذا الخائن و«مش هنخلى الدنيا سايبة»
انتقل البابا إلى تناول الإعلام مقتل رئيس دير أبومقار، فقال: «كل واحد عمال يقول كلام، وجرايد عمالة تكتب لى مقالات، ليس لها أى معنى، فهذه العواصف صدمت البيت، فلم يسقط، أبدًا، لأن أساسه كان ثابتًا على الصخر أى المسيح. لكن إحنا كبشر، ما زال الإنسان تحت الضعف البشرى، والضعف البشرى، مش هنروح فيه بعيد، هنروح لغاية المسيح، هنروح للمسيح، ونقول له يسوع اخترت كام تلميذ؟ هيقول اخترت ١٢ تلميذ، وهؤلاء الـ١٢ شاهدوا معجزات المسيح، وتعاليمه، لكن فى واحد يشوف، ويخزن جوه قلبه عمل روحى ويكبر ويقوى فى إيمانه».
و«تسمع عن تلميذ يقول لك التلميذ الذى كان يسوع يحبه، وعندما تنظر للصور الرمزية، التى تراها، تجد التلميذ كان يتكئ على صدر المسيح، فى المقابل، تلاقى واحد مش عاجباه حاجة، ونهايته إنه يفكر يبيع سيده، فيا يهوذا، أنت ما شوفتش معجزات المسيح وتعاليمه؟ لا شوفتها ولكن ما دخلتش جوه قلبه، ونسى كل التلاميذ، ودخل فيه شيطان».
واستكمل: «ويظهر ذلك فى قوله: أليس باسمك تنبأنا؟! وباسمك أخرجنا شياطين؟! وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم: إنى لم أعرفكم قط! اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم. فى كل مجتمع هيظهر يهوذا، وفى كل ١٢ شخص هيظهر يهوذا، ويهوذا يمثل الخيانة بكاملها، ولكن فى واحد خائن ٤٠٪، وواحد خائن ١٠٪، وفى واحد بيكون على وضع يهوذا، فلا تهتزوا، يا إخوتى.
واستطرد: «ممكن عبر التاريخ، فيه رهبان سقطوا، مرة فى أيام القديس يوحنا ذهبى الفم، راهب وقع فى خطيئة، فمن نفسه ساب الدير، ولكن القديس يوحنا ذهبى الفم، عرف إن الشخص ده وقع عن ضعف، ووقع فى بالوعة اليأس، فيوحنا كتب له رسالة، اترجمت فى كتاب، اسمه (ستعود بقوة أعظم)، وفعلًا، قرأ الرسالة وتاب، ودخل ديره، وما خرجش غير لما مات».
وتابع: «فى أيام البابا كيرلس منذ ٥٠ عامًا، أصدر قرارا بعودة كل الرهبان للأديرة، وكانت الأديرة فقيرة للغاية، ولا يوجد بها طعام، وكان الرهبان ينزلون للبحث عن طعام، أنا لما دخلت الدير سنة ١٩٨٦، وده يعتبر فترة قصيرة، وأنا كنت شابا صغيرا، وروحت أسأله، يا أبونا أنت اترهبنت إمتى؟ فقال لى أنا اترهبنت سنة كذا، ودى السنة اللى أنا اتولدت فيها، فقلت له اوصف لى الدير فى السنة اللى اترهبنت فيها؟ فقال لى: كنا حمار وأربعة رهبان، فأنا افتكرت إنه يقصد نفسه بكلمة حمار، فقلت له يعنى: كنتم ٥ رهبان، فقال لى: لا، كنا حمار و٤ رهبان فعلًا».
واستطرد: «قلت له ليه بتقول حمار فى الأول، فقالى علشان هو اللى كان معيشنا، هو اللى كنا بننزل بيه، علشان نجيب أكل نعيش، فلو الحمار حصل له مكروه، يموتوا الأربعة. الأديرة عاشت بالصلوات، وعندنا لجنة مجمعية من المجمع المقدس، وهذه اللجنة لها مقرر، مختصة بشئون الرهبان والأديرة، وممكن تحصل مشكلات عايزة تحقيق، وبنحلها، ولا حد يدرى، وبناخد مجموعة من الخطوات ناخدها لإصلاح حياة الرهبان، أحيانًا ننذره، وأحيانًا، ننصحه، وأحيانًا ياخد قانون روحى يطبقه على نفسه، أو ننقله، لدير آخر، فالراهب عندما ينقل من ديره، فهو ينقل من عائلته، وأحيانًا، يصل الأمر للتجريد، والشلح، وهى خطوات لضبط الحياة الرهبانية، والدنيا ما تبقاش سايبة».

لا تستر على قتلة رئيس «أبومقار» و«لما المسيحى بيقدم حاجة للراهب بيفسد حياته»
قال البابا: «فى أيام البابا شنودة، أخذ قرارا بإنهاء خدمة الرهبان الذين يخدمون بالكنائس بعد ٧ سنوات، فهى قرارات لضبط الحياة الرهبانية. فعندما وقع الحادث المؤلم الأخير. الحادث يجب أن تنظروا إليه باعتباره جريمة، وأى جريمة بها مجنى عليه وبها جانٍ. والتحقيقات ما زالت مستمرة. والغريب فى الموضوع، أن الجريمة حدثت داخل دير، ومع رئيس دير، ولكنها جريمة، وفيها مجنى عليه، المتنيح الأنبا أبيفانيوس. والجرايم ليس فيها خواطر، وليس من صالح أحد أن يتستر على أى خطأ، ولما أصدرنا قرارات الرهبنة، أصدرناها من أجل ضبط الأداء الرهبانى، ولسه هنصدر قرارات أخرى، ولازم أديرتنا، والشعب يساعدنا فى ده جدًا، فكل واحد لازم يعرف مسئوليته، أنت لما بتقدم حاجة للراهب بتفسد حياته».
وقال البابا: «هناك تسيّب لا يمكن أن ننكره، ولازم نضبط هذا التسيب، والراهب يعيش فى الدير، لأنه هو من اختار هذه الحياة، مفيش حد ضربناه على إيده وقلنا له روح الدير، وهذا هو السبب فى وقف قبول أى إخوة جدد». 
واستطرد: «الأديرة تقام فيها الصلاة، ونذهب إليها لاستنشاق عبير الروحانية، مجرد مشاهدة الآباء، تملأ النفس فرحًا ونعيمًا، ومجرد أن آخذ بركة من قديس، أشعر بها بداخلى، وهذا يعرفه من جربه، ولا تنسوا أن الأديرة، فى تاريخ مصر، كانت تحفظ البلاد من المجاعات، ونقرأ فى تاريخ قديس دير الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين، أنه كان يفتح الدير فى أيام المجاعات للناس، وما تنسوش إن قوانين الوراثة، اللى العالم كله بيعترف بيها، وأول من تحدث فيها، كان راهبًا وهو مندل، وكذلك هولندا، عندما أرادوا أن يوسعوا مساحتها ردموا جزءًا من البحر، وكان صاحب هذه الفكرة رهبانا، فتاريخ الرهبان، كبير منير ومفرح، والإنسان يفتخر بيه، وأن هذه البذرة بدأت من مصر».
وقال البابا: «روسيا بها ١٠٠٠ دير، ألمانيا ١٢٠٠ دير، وإيطاليا ١٥٠٠ دير، وفرنسا ١٥٠٠ دير، وقيسوا على هذا، لنا أديرة خارج مصر ٢٠ ديرًا، منها ما تم الاعتراف به، ومنها لا يزال تحت الاعتراف، علشان كده أرجوكم لا تهتزوا، ونحتاج أن نحافظ على الحياة الرهبانية والديرية. لا تنسوا نظرية يهوذا فى كل مجتمع، لما نسمع عن واحد راح ينتحر، أو واحد ما ينتحرش، والكلام ده. عدو الخير بيشتغل جواه، يهوذا عمل كده، لأنه ارتكب جريمة، سلم معلمه، وباعه، بـ٣٠ من الفضة، علشان الضمير ما بيسكتش».
وأكمل: «اعرفوا أيها الأحباء، أن فى الكنيسة، بدءًا من البطريرك، والأساقفة والآباء الكهنة، لنا ضمير، ومسئولية أمام الله، ولا نتحرك، لفكر العالم وسياسات العالم، وانتبهوا إلى الصفحات الصفراء سواء المطبوعة، أو الموجودة على مواقع السوشيال ميديا، مش كل حاجة تقراها، تاخدها كأنها خبر، وتشيرها، ونشكر الله ليس لدينا ما نخفيه، وإيمان الكنيسة، محمى بصاحب الكنيسة المسيح، محدش يقول لى أنا اللى بحمى الإيمان».
وقال: «أتذكر من حوالى أسبوعين، الرئيس السيسى ذكر إحصائية مرعبة، وقال إنه فى ٣ شهور، تعرضت مصر لـ٢١ ألف شائعة، وهذه الشائعات ضد البلد، وضد الاقتصاد، وضد الكنيسة، ودى حرب يصنعها أعداء الخير، وأنا أمهلت الآباء اللى لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى شهرًا لإغلاقها، وأى حساب سيستمر صاحبه سيتعرض لإجراءات كنسية».
واختتم البابا عظته بهذه النصيحة: «عيشوا حياتكم نقية، واحذروا جرعات اليأس، فالكنيسة المصرية من أقوى كنائس العالم، وألخص كلامى فى ثلاث كلمات، كونوا حكماء، وكونوا مصلين، وحولوا مشكلاتكم إلى صلوات، فالله يريد أن يبحث عن أبرار، وكونوا واثقين، فالله هو ضابط كل شىء، فهو من يقود كنيسته، ولا تلوث فكرك أو ذهنك بأى كلام».
author-img
صوت اقباط مصر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent