recent
أخبار ساخنة

هل يعقل أن يحصل هذا في لبنان؟ ما تقرأونه هنا مؤلم


هل يعقل أن يحصل هذا في لبنان؟ ما تقرأونه هنا مؤلم



الوضع الاقتصادي و الاجتماعي يلقي بثقله على اللبنانيين، ولكن منهم من يعاني أكثر بكثير من غيره، ولا نراه
الوضع الاجتماعي والاقتصادي في لبنان يلقي بثقله على المواطنين وبخاصة من كان بالأساس يعاني من ضيقة. ولكن اللافت هم أشخاص قهرهم الزمن، وعلى الرغم من كل شيء تبقى أول  عبارة تخرج من فمهم هي: “نشكر الله”
كتب السيد زياد الرموز عن حادثة حصلت معه، ربما تمثل شريحة كبيرة اليوم من المجتمع اللبناني في طل ما يحدث .

إليكم النص:


واصل أشرفية؟!.. وين؟!.. أشرفية أشرفية.!؟.. طلاع
وين واصل الشب؟! اشرفية كتقبرني..
قلت بقلبي يا حسرتي على هالمعتر لا سامع ولا قاشع وفوق هيك حاطت كمامة وكفوف وعمره رح يدق التسعين.. والسيارة تعبت متله قلبة القدام عشرة الورا..
طلعت حدّه صرت قول يمكن لبكرا ما بوصل على سواقته مساقبة سيارتي مفرد وجايي من شغلي وطلعت معه من نهر الموت..
معربط بالديريكسيون كأنه معمشق بربطة الحصان.. صرت اتطّلع بطرف عيني اتأمل إيديه العرقانين والمجعدين تحت هالكفوف.. تأملت وجه ولون عيونه يلي أنجأ مبينين وشعره هالشايب الحامل معه غبرة السنين وهمّها.. ثابت ما عم يطلع لا يمين ولا شمال مركّز على سواقته على هدا خايف يغلط وخايف يزعج الزبون وصور العذرا ومار شربل والمسبحة قدامه حد الفيتاس وصورة باهتة صغيرة لطفلين…



صرت بيني وبين حالي قول يا عيب الشوم على هالبلد.. يا عيب الشوم علينا كم جيل بعد لازم يفنى حتى يصير عنا قيمة لكبارنا ويقعدوا ببيتن معززين مكرمين.. كم جيل لازم يفنى حتى دولتنا تقرّ ضمان الشيخوخة.. كيف هالمسكين عم يناضل لا سامع ولا قاشع وخايف يوقفوا عن السواقة مكمل بس حتى ما يعوز حدا ويشحد لقمة عيشه…
اتطلعت فيه وقلتله الله يطول بعمرك وتضلك بصحتك وما تعوز حدا.. اسمالله عليك.. ودار الحديث معه حبيت خبركن عن هالانسان يلي لو في دولة بتحترم الانسان وحقوقه كانت كرّمته وعملتله تمثال…

قلّي يا ابني انا ما بحكي عن وجعي بخاف يلي راكب معي يكون يا عوني يا قوات يزعل مني او يسبني.. انا بحرب التحرير حرب الاشباح خسرت بنتي وابني.. ايه ما عندي غيرن راحوا.. واخدوا الماضي والمستقبل.. وعلى كتر الزعل انفلجت مرتي وبقيت بالفرشة لا من إيدا ولا من اجرا.. ركعت تحت اجريها وبوسلا ياهن الا يا عذرا مستعد اخدما كل عمري بس تريكيلي ياها عايشة اخدتوا مني ابني وبنتي ما تاخدوا مني آخر أمل باقي بحياتي..
وهيك ربنا والعذرا شفقوا عليي.. وتركولي مرتي اتشارك معا وجعي وتعبي..


قلتله الله يرحمن ويخليلك ياها يارب ،طيب مين في بالبيت مين بساعدك..؟ قلّي ربنا والعذرا ومار شربل.. بقوم الصبح بحمّم مرتي وبحفضا وبروّقا وبعطيا الدوا.. وبنزل بتكّس شوي برجع بجي الضهر منتغدى انا وياها وبرجع بنزل بتكّس لساعة ٦..بكون صار ترم غيّرلها وعشّيها واعطيا دواها ومنصلي المسبحة على راحة نفس ولادنا…
طيب يا عم الدوا وغيره شو عم تعمل… قلي مستوره يا ابني شو بدنا نحكي.. لا وزارة شؤون تهتم بالمعوق.. ولا ضمان اجتماعي متل الخلق منتبهدل حتى قدم ومنتبهدل بعد سنة حتى اقبض.. ومنتبهدل ادفع اشتراكاتي.. وانا همتي عم تتقل ولا فيني اطلع دراج وانطر متلي متل شب عمره عشرين سنة..
ودارت الخبار بيني وبينه ،وبين الوجع والقهر كلمة كتر خير ربنا عم يعطيني القوة حتى ضلّ اخدم مرتي يلي احترق قلبا متل ما احترقوا ولادي.. اي يا ابني ولادي احترقوا وراحوا نحنا بعدنا بس عم نحترق كل يوم..

قلتله حدا عم بساعدك .. قلّي ما بدي شي من حدا.. الله يساعد الناس طالما عم بقدر سوق كافي حالي بس الدوا والاستشفا صعبة.. بتقدر تعيش بلا اكل بس ما فيك تعيش بلا دوا… فكّرنا جدودنا ما عرفوا يعيشوا.. فكرنا بيّاتنا ما عرفوا يبنولنا مستقبل.. وهيدا انا بدل ما كون عم اتهنى بولادي وولاد ولادي طمّولي ولادي وعم اركض ورا لقمة الأكل.. وهنيّ هنّي.. يلي حرقونا بنارن نارن ما شبعت بعد ورح بتضل تاكل.. تاكلنا وتاكل الاخضر واليابس…
ليش وقفت؟! قلّي مش قلتلي اشرفية؟!.. اتطلعت لقيت اني وصلت.. هلقد قصته ومعاناته شدّتني …توصيلة من نهر الموت للأشرفية وسواقة عل هدا اختصرت ٣٠ سنة من عمره بوطن احترق كل شي.. احترق الضمير والقيم والاخلاق.. بوطن حرق الناس ورزق الناس.. بوطن حرق كل حقوق الناس وصار وطن منكوب بعيش على كرتونه رز وسكر…

يا ريت ما وصلت وكملت معك يا عم لمطرح اقدر اعطيك حقوقك مطرح يوصل صوتك.. مطرح يقدّرك ويقدّر تعبك وتفانيك قدام وطنك وعيلتك ومرتك يلي صرلا ٣٠ سنة مفلوجة بالفرشة من ورا حرب الاشباح….

يا عمّ …انت الضمانة لمرتك ببلد ضمانه ذل وتبهدل وشحاده.. لك انت وزارة الشؤون لمرتك بتهتم بالمعوق وحقوقه بوطن بالاسم في وزارة… لك انت.. انت كلا شي بيتمنّاه المواطن يكون عنده.. وطن يحميه يركضله يطعمه يحافظ على كرامته وعزة نفسه.. اسمحلي قلك يا عمّ… انت الوطن يلي بحلم فيه.. انت البيّ والخيّ والامّ انت الحاضن المنتج والمعيل.. انت آخر حبة من عنقود عم ينعصر حتى يتخمر.. ضيعانك بهيك وطن ونيالي فيك يا عم وطن يلي بحلم فيه.. ضهرت وسكّرت باب السيارة وتسكّر معه الوجع متله متل كتار من هالناس.. وما عم بقدر اعمل شي غير اسمعن واحترق معن… عم انده وانده يا سامعين الصوت يلي بعد عنده شوية ضمير … وعّوا ضميركن عطونا حقوقنا وخدوا كل كراتين الأعاشة شبعوا فيها

google-playkhamsatmostaqltradent