recent
أخبار ساخنة

«القبطيات».. إختفاء أم إختطاف قسري

  «القبطيات».. إختفاء أم إختطاف قسري 

 «القبطيات».. إختفاء أم إختطاف قسري 

تابعت عن كثب وبتأني وبتدقيق دون تعقيد حديث الأنبا يؤانس أسقف أسيوط عن عودة فتاة البداري "المتغيبة" ماجدة منصور، الذي أعطانا ثمة "فرصة واقعية"، ونحتاج إلي وقفة مع النفس لإطالة التفكير في هذا الحديث، نتأمل فيها دون أن نتعطل، نراجع فيها دون أن نتكبر.



ولكنني لاحظت أن شخصية الأنبا يؤانس الروحانية يتجلي أداؤها وقت الأزمات، كمان أنه حكيم ولا ينساق نحو الإندفاع الذي يسوق البعض الآن إلي حيث لا نعرف.

ففي وقت الأزمات تكون فرصة إعادة اكتشاف الذات، واستشراف المستقبليات أكبر بكثير من الوقت العادي.


لقد بأت ظاهرة اختفاء الفتيات القبطيات ملمح عام من ملامح المرحلة التي نعيش فيها من هذا العصر بشكل كبير، وتتعدى الأزمة حدود الحالية.

وجاءت كلمة الأنبا يؤانس واضحة، وضعت النقاط على الحروف، وفي منتهى القوة والثقة والثبات والتركيز والوضوح وهذا يعطي دلالة ومؤشر واضح على قوة وشفافية موقف الأسقف.

وتوقعت أن تثير هذه الكلمة جدلا لأن موضوعها ساخن لأنها ركزت بالدرجة الأولي فيها علي مجمل الملابسات والظروف التي أدت إلي ظهور وصعود ظاهرة إختفاء واختطاف القبطيات.

كما توقعت أن تثير الكلمة جدل لأن شبكة المصالح التي يمسها الموضوع ويقترب من تناولها شبكة واسعة لها خطوطها بالطول وبالعرض في كافة مجالات الحياة المصرية، ولكنى لم أتوقع حجم الإنفعال الذي قوبلت به الكلمة.

وأستطيع أن أصف هذه الكلمة بالتاريخية والمهمة لأنها حملت قدرا كبيرا من الشفافية والصراحة، تدفع الخطي حثيثاً وتكسر الحواجز من كل نوع، كما أنها جاءت علي لسان أسقف كبير لها شأن ومحبة كبيرة في قلوب المصريين.

وكُشفت هذه الكلمات البسطية للعلن وللمرة الأولي عن حقائق صادمة، وأعراض خطرة، في ظل ثورة وسائل الإتصال الحديثة التي استطاعت بوسائلها الحديثة أن تدخل كل بيت وتفرخ جيل جديد يملك عقول الإلكترونية.

إن الإعتراف بوجود المشكلة هو أول مراتب العلاج، في إطار الإتساق الأخلاقى والإنسانى والعقلى، لفقد كان حتي وقت قريب يرفض الكثير أن يعترف بأنه لايوجد اختطاف قسري للقبطيات، وأن ما يحدث هو تغرير بهن تحت ذريعة الحب والزواج، فهي كلمة مثقلة بخبرات عميقة وطويلة للأنبا يوأنس.

وقد جاءت هذه الكلمات البسطية من أسقف حكيم يرعي شعبه بطهارة بر لتقضي علي مافيا وبيزنس النشطاء الأقباط الذين دخلوا بسرعة البرق عالم الأثرياء، وسكنوا الشقق الفاخرة، وركبوا أفخم السيارات، من جراء المتاجرة بهموم وأوجاع البسطاء عبر دغدغة مشاعرهم الدينية عبر مسميات لا أساس لها علي أرض الواقع كالاختطاف القسري للفتيات الأقباط.

وثمة هجومٍ واسعٍ ومنهجي شنه أساطين المقاهي وجنرلات الفيس بوك علي شخص الأنبا يوأنس بتهمة التقاعس عن التداخل لعودة فتاة البداري "ماجدة" ولكن الأسقف العملاق تصرف بحكمة بالغة في رباطة الجأش وهدوء النَّفس لتدبّر الأمور ممزوجة مع السيطرة على المشاعر والتصرفات، وبعد أن عادت الفتاة علي يديه وأستطاع جذبها لحظيرته من جديد ألقي كلمته التي أثلجت قلوبنا وأنارت عقولنا.

google-playkhamsatmostaqltradent