recent
أخبار ساخنة

معجزة للقديسة رفقا هزّت الكنيسة

 معجزة للقديسة رفقا هزّت الكنيسة

معجزة للقديسة رفقا هزّت الكنيسة
هي رسالة لنا جميعاً نحن الذين نعيش ألم الحياة وصعابها
المعجزة هي أمر خارق للطبيعة، لا يفسّر علمياً يقوم به الله بواسطة قديسيه أو مباشرة مع البشر لإظهار محبته للبشرية. ليس الظهورات أعمالاً سحريّة تثير غرائز المؤمنين، وإن لم يعبر من خلالها الانسان الى قلب الله، وبقي متعلقاً بالشكليات، فهناك المشكلة.




أذكر أنّه في إحدى المرّات، صعدت امرأة إلى الحبيس أنطونيوس شينا الناسك في وادي القديسين في لبنان، كان يحق له أن يلتقي الناس بعضاً من الوقت، وعوضاً أن تسأله عن أمور إيمانية، سألته إن كان يعلم من سرق مجوهراتها؟ تلك المرأة نسخة عن بعض المسيحيين الذين يلتهون بالخرافات عوضاً عن الغوص في محبة الله وماذا يريد من البشرية؟

بالعودة الى معجزة القديسة رفقا، لا شكّ أنّ الله رحوم، أعاد لكثيرين بصرهم، أقام الموتى، وأعطى سطاناً لرسله للقيام بكل هذه الامور ليس كعرض عضلات أمام البشر، بل لإظهار رأفته، لكنّ كثيرين استعملوا هذه الأمور بغير مكانها الصحيح، وبدأوا ينتظرون ظهورات وآيات من عند الله، أو اختلاق بعضها للسيطرة على عقول البشر.
القديسة رفقا، راهبة لبنانية مارونية، طلبت من الله نعمة الألم، لتشاركه آلامه هو الذي بذل نفسه من أجل البشرية، مخبراً إياها صورة الله الحقيقية وهي أنه مستعد للتضحية بكل شيء حتى بابنه في سبيل الخلاص.

كثيرة هي المعجزات التي سجّلها دير مار يوسف جربتا ضريح القديسة رفقا، معجزات رفعت رفقا على مذابح التقديس، ونقلها الآلاف عبر الكتب والصحف والمواقع الالكترونية، وتنافس الصحفيون على نشر اخبار المعجزات.

أمّا المعجزة الأهم للقديسة رفقا فهي طلب الألم، مشاركة الله هذا الألم بفرح، هي رسالة لنا جميعاً الذين نئنّ تحت ضغوط الحياة غير مقتنعين بشيء، نخاف مما يحدث أو سيحدث، متكبّشين بأنانيتنا وحب ذاتنا جاعلين سعادتنا على حساب الآخرين.

كم منّا يضحّي بذاته من أجل الآخرين؟ يعطي من نفسه لإرضاء الآخر قبل إرضاء نفسه؟ ليس ضعفاً، بل بذل ذات في عالم من الغرور، والطمع والشهرة!

تعالوا نتمثّل برفقا التي لقّبت برسولة الالم، ولكن هي بالفعل رسولة الرجاء، ففي عمق الألم، وسط اقتلاع عينها، باركت، شكرت، وكم منّا أمام صعوبات الحياة الصغيرة والكبيرة، يشتم، يعاتب الله، يقاتل الآخر في سبيل بقائه طامعاً  بأمور الدنيا الزائلة!

رفقا، كنت أزور ضريحها كل أسبوع، أصعد من جبيل الى مزارها في جربتا ليلاً حيث يعمّ السكون، هناك، أقف أمام عظمة الله وضعفنا، استمدّ قوّة الأمل، في عالم اللاطمأنينة والألم.

google-playkhamsatmostaqltradent