recent
أخبار ساخنة

أخطر تقرير عن اضطهاد المسيحيين حول العالم

أخطر تقرير عن اضطهاد المسيحيين حول العالم
نيويورك – يقول تقرير جديد من منظمة عون الكنائس المحتاجة أن اضطهاد المسيحيين الآن هو "اسوأ من أي وقت في التاريخ" وفي كثير من الحالات الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية "تعني الآن أن الكنيسة في البلدان والمناطق الاساسية يواجهون اختفاءً وشيكًا.
    التقرير المعنون بـ"مضطهدون ومنسيون" يغطي السنوات 2015-2017. ومحتوياته قاتمة، واصفًا المسيحية "بالديانة الأكثر اضطهادًا في العالم". وقد وصل الاضطهاد المناهض للمسيحية في اسوأ المناطق الى "ذروة جديدة" وتأثيره بدا الآن يسري مفعوله المرعب.
وقال التقرير الذي نشر في 12 أكتوبر الماضي "أن 12 بلدًا من 13 بلد شمله التقرير، كان الوضع بالنسبة للمسيحيين اسوأ من جميع النواحي في الفترة بين عامي 2015-2017 من الفترة في السنتين السابقتين.



    محرر التقرير جون بونتيفيكس، علق قائلاً: "من حيث عدد الأشخاص المعنيين،إن خطورة الجرائم المرتكبة وأثرها بحق المسيحيين اليوم هو اسوأ من أي وقت في التاريخ. المسيحيين ليسوا الأكثر اضطهادًا فحسب، بل أن الأعداد المتزايدة تشهد اسوأ اشكال الاضطهاد".
    وكانت الصين واريتيريا والعراق ونيجيريا وكوريا الشمالية وباكستان والسعودية والسودان وسوريا، قد صنفت بدرجة "شديدة" في نطاق اضطهاد المسيحيين. وصنفت مصر والهند وإيران على أنها "عالية إلى شديدة" في حين صنفت تركيا بـ "متوسطة إلى عالية".
    وتستند تقييمات التقرير إلى تحليلات مثل مؤشر "بيو فورم للصراعات الاجتماعية" وقائمة منظمة "اوبن دورز". بالإضافة إلى عوامل ومصادر أخرى بما فيها رحلات تقصي الحقائق.
    في بعض البلدان تكون الدولة هي المضطهد الرئيسي، بينما في بلدان أخرى تكون الجماعات الاجتماعية هي المسؤولة. بينما في دول أخرى تجمع المسؤولية كليهما.
    وتقدم مؤسسة "العون للكنائس المحتاجة" وهي مؤسسة خيرية كاثوليكية رعوية، الاغاثة الطارئة في 140 بلدًا. ونشرت الشركة التابعة لها في الولايات المتحدة التقرير.
    مقدمة التقرير كتبت من قبل المطران عصام جون درويش من ابرشية زحلة و فورزو، وهي ابرشية لبنانية بالقرب من الحدود السورية. وروى قصص اللاجئين المسيحيين الهاربين من الحرب الأهلية السورية التي دامت ست سنوات.
    "لقد قال العديد من اللاجئين قصص رهيبة من الاضطهاد: مثل الرجل الذي اختطف شقيقه الكاهن، وعلى الرغم من دفع الأسرة فدية مالية إلا أنهم قتلوا الكاهن. ارسلوا للعائلة صندوقًا يحتوي معصمه المقطوع وعليه وشم الصليب، ليعلمونهم أنه ميت.


    الشرق الأوسط هو محور التركيز الرئيسي للتقرير
    وقال التقرير "أن الحكومات الغربية والأمم المتحدة فشلت في تقديم المساعدة الطارئة للمسيحيين في دول مثل العراق وسوريا في الوقت الذي بدأت فيه عمليات الإبادة الجماعية". واضاف "إذا لم تسد المنظمات المسيحية وغيرها من المؤسسات الفجوة، فإن الوجود المسيحي قد يكون قد انتهى بالفعل في العراق وفي أجزاء أخرى من الشرق الأوسط".
    ان نزوح المسيحيين من العراق كان "شديدًا جدًا". وقد يصل عدد المسيحيين في البلاد حاليًا إلى 150 الف بأنخفاض عن275 الف في منتصف عام 2015. بحلول ربيع 2017 كان هناك بعض علامات الأمل مع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعودة بعض المسيحيين إلى ديارهم في سهل نينوى.
    مع ذلك فإن رحيل المسيحيين من سوريا هدد أيضًا بقاء مجتمعاتهم في البلاد، بما في ذلك المراكز المسيحية التاريخية مثل حلب. المسيحيون السوريون هناك يعانون من تهديدات التحول الديني القسري والابتزاز. ويقدر أحد المطارنة الكلدان في البلاد ان عدد السكان المسيحيين يصل إلى 500 الف نسمة مقابل 1.2 مليون نسمة قبل الحرب.
    ويخشى الكثثير من المسيحيين في المنطقة من الذهاب إلى مخيمات اللاجئين الرسمية بسبب المخاوف من الاغتصاب وغيره من أشكال العنف.
وقد ارتكبت جماعة الدولة الإسلامية (داعش) وغيرها من الجماعات المسلحة إبادة جماعية في سوريا والعراق. وبينما هزمت الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات في معاقلها الرئيسية، فإن العديد من الجماعات المسيحية مهددة بالانقراض ولن تنجو من هجوم آخر.

    وفي شمال نيجيريا، شاركت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة في الإبادة الجماعية ضد المسيحيين.
    وهناك تقارير من كوريا الشمالية عن تجويع المسيحيين القسري والاجهاض القسري. وقد شنق بعض المسيحيين على الصلبان فوق النار وآخرون جرى سحقهم بالراجات البخارية. وصنف البروتستانت والكاثوليك من بين أولئك الأقل تعاطفًا مع الدول التي تحدد حصولهم على الغذاء والتعليم والرعاية الصحية.
    في السودان، أدى سعي الحكومة لاجندات إسلامية متطرقة إلى صدور أوامر بهدم الكنائس المسيحية. يتم القبض على المسيحيين بسبب التبشير المزعوم، وتواجه النساء الغرامات لارتداء ملابس توصف بأنها فاحشة أو غير مهذبة. وقد جردت الحكومة حقوق المواطنة للأشخاص الذين لديهمأصول خارج السودان، مما دفع الكثيرين إلى الرحيل إلى أوطان أسلافهم في جنوب السودان. وكان الكثيرون يعيشون في منازلهم لمدة ثلاث عقود أو أكثر.

    وفي باكستان تشكل الخلايا الأصولية المحظورة تهديدًا كبيرًا للمسيحيين، ولكن البعض يتهمون الحكومة بالفشل في القضاء على هذه الجماعات وهذا ما يزيد مشكلة العنف سوءا. وفي أحد القيامة في عام 2016، تم قتل 24 مسيحيًا في لاهور. وأعلنت إحدى فصائل طالبان باكستان مسؤوليتها عن العملية.

    في الهند، تضاعف الاضطهاد منذ عام 2014 مع صعود رئيس الوزراء ناريندا مودي، رئيس حزب الشعب الهندي "بهاراتيا جاناتا". وغالبًا ما تتهم الجماعات الجماعات المشابهة المسيحيين بالتحويل القسري، وهي تهمة ينكرها القادة المسيحيون المحليون بشدة. وافادت مجموعة كاثوليكية تتخذ من الهند مقرًا لها عن 365 جريمة فظيعة ضد المسيحيين في عام 2016، حيث قتل 10 أشخاص واصيب أكثر من 500 من رجال الدين أو قادة الكنائس بالاعتداء على دينهم.

    وقد واجه بعض المسيحيين ضغطًا للتحول من دينهم تحت التهديد باستخدام القوة، في حين اضطر أخرون للمشاركة في الطقوس الهندوسية وانكار إيمانهم.
    وفي الصين, تواجه المجتمعات الكنسية عداءً متزايدًا. وقامت السلطات في بعض المحافظات بازالة الصلبان من بعض الكنائس ودمرت بعض مباني الكنائس. وفي بعض المناطق، تم حظر أشجار عيد الميلاد وبطاقات المعايدة.
وقد وصف الرئيس شي جين بينج المسيحية كوسيلة "تسلل أجنبي" إلى الصين، ودعا إلى المزيد من سيطرة الدولة واستهداف الكنائس غير الرسمية.
    وفي مصر تعرض المسيحيون لهجوم انتحاري كبير في ديسمبر 2016، ومرة اخرى في يوم أحد الشعانين في أبريل 2017. وقتل العشرات وأصيب عدد أكبر في كلا الهجومين الذين اعلنت جماعة تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنهما.
وقد تعرضت السعودية لانتقادات من القوى الغربية واللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية. وقال تقرير مؤسسة "العون للكنائس المحتاجة" أن مصادر في البلاد تزود بالأسلحة والتمويل جماعات سنية متطرفة بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية المعروف في المنطقة بـ "داعش".

    وقال التقرير "بالنظر إلى أن الجماعات الإسلامية مثل داعش من المرجح ان تعتمد بشكل كبير على مصادر خارجية غير معلنة للأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، فإن هناك حاجة ماسة إلى تكثيف الاجراءات لوقف جميع الكيانات المتعاونة معها.
    وقال درويش أنه من الضروري مساعدة المسيحيين المضطهدين، "عندما تحتاج العائلات المسيحية التي تحولت إلينا إلى أساسيات الحياة اليومية- الغذاء والمأوى والرعاية الطبية- كيف لنا أن نرفض مساعدتهم؟؟" .

    وأشاد بجهود مؤسسة "المعونة للكنائس المحتاجة" للإبلاغ عن الاضطهاد المناهض للمسيحية ومساعدة اولئك المضطهدين.


هذا الخبر منقول من : وكالات
google-playkhamsatmostaqltradent