recent
أخبار ساخنة

مرض خبيث جديد مخفي يهدد المسيحيين


مرض خبيث جديد مخفي يهدد المسيحيين

يتفق معظم المؤرخون ودارسو فئات المجتمع اليهودي على أن كلمة “فريسي” هي كلمة آرامية تعني “المفروز” أي أن الفريسيون كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وهم فئة تضم كهنة وعلمانيين، يعلمون ويعظون متمسكين بالشريعة ومتشددين في حفظ عوائد تسلموها من أسلافهم؛ كانوا يؤمنون بقيامة اﻷموات لكنهم كانوا متكبرين يفتخرون بمعارفهم الدينية ويزدرون بعامة الشعب.

بمعنى آخر، هم الحريصون على الشريعة ويعتبرون أنفسهم أفهم من غيرهم وأعلم منهم بالخلاص…
ليست كلمة “فريسيين” إهانة بحد ذاتها إذ تميز الفريسيون بغيرتهم على الشريعة واحتقار الخطيئة والرذيلة؛ إلا أن تمسكهم بالحرف وإهمال القلب إضافة إلى تصنيف أنفسهم بأنهم أولى من غيرهم بالخلاص وتصرفهم على هذا الأساس دفع بالرب يسوع لتوبيخهم مرات عدة…

أما بعد، فمن المؤسف أن العديد من أبناء الكنيسة اليوم (من كهنة وعلمانيين) باتوا يؤلفون في الكنائس واﻷديار والرعايا نوع من طبقة فريسيين وإن بشكل غير معلن:

– فمن هؤلاء من يحتكرون الخلاص بالظاهر وهم بالحقيقة لا يدخلون الملكوت ولا يسمحون للداخلين بالدخول،
– ومنهم من يحاضرون بالعفة بالظاهر ويتسترون على نجاستهم الباطنية فيشبهون القبور المكلسة، – منهم أبناء جماعات يهتفون بإسم الرسالة ويطوفون اﻷرض بحثا عن شخص يلتزم بجماعتهم وما أن يلتزم حتى يضطهدوه بأحكامهم المسبقة ونزاعاتهم على المناصب،

-منهم تلك السيدة التي تدخل الكنيسة بكاملة أناقتها مرفوعة الرأس شاكرة ربها أنها “بنت كنيسة” وليست كتلك الجارة التي تعتبرها من بنات الهوى بينما هي بالواقع فتاة مرت بظروف حياتية صعبة عرضتها للاستغلال الجنسي (وبالطبع لسنا هنا بوارد غض النظر عن الخطيئة؛ بل نتكلم عن ادانة اﻵخرين)

– ومنهم أيضا من “يقبعون البلاط” من تكرار زيارات المعابد والمزارات وأثناء خروجهم يزدرون بأبناء طوائف أخرى قد يصادفونهم بالمكان نفسه،

– ومنهم من يهتمون بزينة المذبح ونصاعة اثواب الكاهن والخديمة ولمعية اﻷواني ونضارة اﻷرض ولا يشتركون باﻷسرار معتبرين أنفسهم بغير حاجة إليها ﻷنهم “عمال بحقل الرب” فيصح فيهم القول: “يهتمون ببيت اﻷقداس وينسون اﻷقداس”،

– ومنهم من يصطحبون خرزتهم الزرقاء معلقة في رقابهم إلى الكنيسة لتحميهم من صيبة العين،

– ومنهم من يتجنبون المسبحة بحجة الملل من تكرار الكلام وهم لا يدعون مناسبة إلا ويكررون ثرثرتهم بحق إخوتهم،

– ومنهم من يدخلون لجان اﻷوقاف فيتحول اهتمامهم من صينية القربان ومراعاة الفتات المتساقط عنها، إلى صينية “الفراطات” وكثرة التنفيع فيها،

– ومنهم من يهدمون أكواخ الفقراء ومصادر رزقهم آكلين بيوت اﻷرامل لبناء المؤسسات الاجتماعية والكنسية،

– ومنهم من يعظون بالرحمة ويتصرفون بعكسها،

– ومنهم من يملؤون صناديق النذورات باﻷموال وينسون الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ، (كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تهملوا تلك)

– ومنهم من يبنون مدافن الصديقين ومزارات الأنبياء، ويضطهدون جارا بارا يعيش القداسة بسبب قدرته على احتمال تضييقهم عليهم،

– ومنهم من يكتفون بخدمة المكاتب متناسين الناس بالشوارع

– ومنهم من إلههم بطنهم، ومنهم من يعتبر القداس واجب، ومنهم ومنهم ومنهم… ويستمر التعداد الى حيث لا تنتهي اﻷمثلة ولا تحصر.

وفوق ذلك كله، يريدون جذب الناس إلى الكنيسة ويطلبون من اﻵخرين التصديق بأنهم يعملون على البشارة وخلاص النفوس، وأنهم أفضل حال من غير الملتزمين كنسيا…

نعم، الفريسيون الجدد هم المرض الخبيث المخفي الذي يهدد إخوة يسوع الصغار…

نعم، هذا الكلام يشكل صفعة علها تكون ايجابية…

ولكن أيضا نعم وألف نعم، فإن من يريد أن يشهد للمسيح يجب أن يكون حجرة عثرة لشهود الزور…

فهل أنت فريسي؟؟ اعترف بذلك ولو لنفسك… وابدأ من جديد.
google-playkhamsatmostaqltradent