recent
أخبار ساخنة

بعدما حصلت المعجزة معها… مي خليل: تركت عكّازتيّ وأبحرت مع الله!

بعدما حصلت المعجزة معها… مي خليل: تركت عكّازتيّ وأبحرت مع الله!


حبر ترانيمي لا يعبّر عن الوجع بل يحمل الفرح عند اختبار الألم

 
مي خليل، كاتبة لبنانيّة، تغلّبت على ألمها مستندة إلى قلمها، فأبدعت، وزيّنت رصيدها الأدبي بمئة ترنيمة، تخبر أليتيا عن مسيرة مفعمة بالتسليم المطلق للتدبير الإلهي، والانتصار على الوجع الذي لم يهزمها أبدًا.

أبحرت مع الله فاكتشفتُ ذاتي…


“منذ نعومة أظفاري، استفقت على الدنيا وأنا أسيرة عكّازتين، أستند إليهما، وتملّكتني الحيرة حيال التدبير الإلهي، وملأت تساؤلات كثيرة مخيّلتي عن سبب اختيار ربّي صليبي”، تخبر مي.

“لم تكن أحلامي تشبه أحلام أصدقائي، واقتصرت على البحث عن الله وسبب وجودي ومعنى المعاناة؛ فكان حلمي يحاكي حلم الكبار، ومدّتني عزيمتي بالقوّة، فتعاونت مع أحلامي، وغاصت نفسي في السكون والراحة وتأمل الله فقط…




كانت آمالي محدودة من دون الربّ… بحثت عنه دومًا، وحاورته: أبحرت مع الله وفيه كي أكتشف ذاتي، لأنني رأيت أنه يبتسم لي، فابتسمتُ لمشكلتي، وبدت كل المشاكل الأخرى مجرّد هباء…

اختبرت حضور الله ومعنى الألم، وأدركت أن وجعي هبة من الله كي أبحث عنه منذ طفولتي…

كلما تعمّقتُ في بحثي، اكتسبت المعرفة من نوره، لأنه الإله اللامحدود، وزوّدتني نعمه بالطاقة الإيجابيّة المتجدّدة، فاتّجهتُ إلى قلمي؛ هذه النعمة التي منحني الله إيّاها كي أتكلّم عنه، وعن كل شيء جديد.

بات هذا القلم يسدّ حاجتي إلى المطلق، والله، والأحلام، ورأيت عبره أحلامي تبصر النور، وكان الصديق الحنون لأنني اطمأننت له، كما اطمأننت لله، فسخّرتُ جزءًا كبيرًا من هذه الأحلام لتمجيد اسم الله”…

قال لي: امشي! تركت عكّازتيّ ومشيت…

وتقول مي: “منحني الله القوّة منذ صغري لأنني اتّجهتُ إليه دومًا، فأكملت دراستي في مدرسة القديس يوسف في عينطورة، من ثمّ، تخرّجت ودرست الأدب العربي… في خلال هذه المرحلة، كنت أعدّ السنين بعكّازتيّ لكنني نسيت أنني أحمل صليبًا؛ فكانت أحلامي كبيرة، لأنني استمددتها من حلم الربّ فيّ، وأعجبت بالله لأنه أعطاني هذه القوّة، وعندما تأملته كثيرًا، كتبت له الترنيمة الأولى “تعجبني يا الله”.

جعلني حضور الله في حياتي أنسى ألمي وصليبي، وتقْتُ إلى الخلود، وربّما قادني هذا التوق إلى الكتابة، متأثرةً بقول الشاعر الكبير الراحل سعيد عقل “إن فلّيت اترك عطر بهالكون”.

تجسّد وجود الله في قلمي وكلماتي؛ عندما أكتب نصًّا، أشعر بأنني أحلّق نحو الله والخلود.

لمست حبّ الله بقوّة عندما حصلت المعجزة معي في العام 1994 عند مجيء الأب اميليانو ترديف إلى لبنان.

في تلك اللحظات، شعرت بقوّة غريبة تنسكب على كلّ جسمي، وكأن صوتًا في داخلي يقول لي: امشي! فتركت عكّازتيّ ومشيت!

بعدئذٍ، وُلد كتابي الأوّل الذي حمل في ثناياه شهادة حياتي تحت عنوان “حصاد الإيمان”، ولقي هذا الكتاب نجاحًا كبيرًا، واعتُمد في المدارس الكاثوليكيّة في لبنان على مدى 6 سنوات، والرسالة التي رغبتُ في إيصالها عبره أن صليبي مصدر قوّة وليس مصدر ضعف”…

 

العناية بالروح تجعلك نظيفًا من غبار الجسد

وتتابع مي: “شعرتُ بالعرفان بالجميل، ورغبت في التعبير عن امتناني لله، وراحت أفكاري تتّجه نحو كتابة الترانيم…

في أحد الأيّام، حلمت بمار شربل، وأخبرته عن قلقي من التكاليف التي سأتكبّدها من جراء التعامل مع الفنّانين والاستوديوهات لإنجاز الترانيم وتصوير الفيديو كليب، فأعطاني خمسين ورقة بيضاء، وقال لي: عليك أن تنجزي خمسين ترنيمة…

وبدأت كل العقبات تُذلّل على الرغم من أنني موظّفة عاديّة، فقمتُ بإنتاج الترانيم، وأنجزت حوالي 100 ترنيمة مصوّرة على طريقة الفيديو كليب؛ كلها تمجّد الله وتنبع من عمق المعاناة… إن حبر ترانيمي لا يعبّر عن الوجع بل يحمل الفرح عند اختبار الألم…

كتبت الحكم، ولاسيّما الخواطر الفلسفيّة لأنني أعتبر أن الحكمة هي القدوة نحو الخير، وهذا ما يريده الله منا.

من الحكم التي كتبتها: “العناية بالروح تجعلك نظيفًا من غبار الجسد”، و”من يعمل مع الله، يربح الأبد، ويحصد الفرح”… نعم، الخيال والحلم هما من صنع الله لأنهما إبحار من دون حدود…

الله هو الحياة الأبديّة؛ أشعر بحضوره في كل لحظة، وبأنه يسكنني أينما كنت: في سيّارتي، وبيتي، وعملي، وصعوباتي… الله يسكنني مثلما أسكنه، وهو يسكن جميع المؤمنين، ويرانا في كل حين”.

أعطنا خبزنا كفاف يومنا!

وترفع مي الشكر للربّ قائلة: “لا أعاتب الله، بل أحمده، وأطلب منه أن يمدّني وعائلتي بالصحّة، وأردّد دومًا: أعطنا خبزنا كفاف يومنا!

أشكره على كل يوم، وكل لحظة، لأنه ملهمي، وحاضر إلى جانبي دومًا، ويمنحني القوّة. وعندما أحصد النجاح في أي عمل أقوم به، أؤمن بأن الله هو من وهبني إيّاه، وبارَكَه”.
google-playkhamsatmostaqltradent