recent
أخبار ساخنة

لبنان أمام خيارين: حرب أهلية أم حرب تحرير وطنية

لبنان أمام خيارين: حرب أهلية أم حرب تحرير وطنية

 محمد سلام

لا يوحّد لبنان إلا سقوطه تحت "إحتلال عدو خارجي" ولا يشرذم لبنان إلا "سطوة عميل داخلي لعدو خارجي". 
هكذا علمنا تاريخنا، وهذا ما يقوله لنا حاضرنا. فهل نحن أمام إشتعال حرب أهلية جديدة بين "عملاء داخليين لأعداء خارجيين" أم نحن أمام إندلاع "حرب تحرير وطنية ضد إحتلال خارجي وعملائه المحليين"؟؟؟؟
ولا ينظرّن علينا أحد برومانسية شعار "ثورة" لأننا لسنا -  لم نكن يوماً، ولن نكون - "شعب ثورة" لأننا لسنا شعباً بل مجموعة شعوب مكوّمة على رقعة كيان صودف أنها على تقاطع طرق حضارات مختلفة، نمارس مهمة الدلالين (السماسرة) ونكذب على أنفسنا وغيرنا بأننا "تجار"، فيما نحن مجرد مقدمي خدمات لكل عابر سبيل، فمن يريد غذاء نقيم له وليمة، ومن يريد إحتفالاً ننظم له حلقة دبكة، ومن يريد سلاحاً نشتريه له ونقبض "القومسيون" ومن ثيابه وسخة نؤمن لم مصبغة مع مسحوق تبييض وخدمة كوي "على الناشف" ومن يريد "وناسة" نؤمن له "كرخانة" بحريرها وحرائرها ومخدراتها ونقبض بدل أتعاب "شرف الخدمة".
ومن يريد أن يسيطر على البلد نؤمن له "عملاء" لقاء بدل، ونبرر له تحرير عملائه ونبرر لغيره العفو عن زعرانه، وفي الحالتين عوائد بدل الخدمات تعمم الإزدهار" لهذا وذاك ونفاخر بعهر أننا أسياد "الاستقرار".



وعندما إحتاج الأمر إلى قول "لا" نظمّنا له فولكلور مهرجانات الصيف السياحية في الساحات الشعبية التي نجحت إلى درجة أن بعض من يقاطع البلد صار يتدفق إليه إما لحضور فعاليات "الهيلا هو" أو "للمشاركة في تقديماتها"... التي شملت من يريد أن يقول "لا" ومن "لا" يريد أن يقول "نعم". المهم أن نرقص لكل من مر على أرضنا ونقش إسمه على صخورنا، ونودعه بهم البحث على "مار" جديد."
الآن، وصلت "قرطة الشعوب المجموعين على رقعة كيان" إلى لحظة حقيقة: أي طريق تختار: طريق الاحتلال الفارسي المقنع بمخالب علوية بعث "الأمة الواحدة" الذي يطمح مع "عملائه" الداخليين إلى نزع قناعه وطرد شركائه في مهرجان العهر كي يتولى هو مباشرة حكم البلد بمفاصلة المالية-القضائية-العسكرية-الأمنية  فيطيح برياض وسهيل وجوزاف ويعين بدلاً منهم عملاءه الداخليين ما ينتج حرباً أهلية حتمية بدأ دخان نارها يتصاعد من شغب بورصة "الإطار يحدد سعر الدولار"، أم طريق "حرب التحرير الوطنية" التي تنجب سلطة تحمي رقعة الكيان من الضياع على قاعدة إيجابية جديدة، لا على جمع سلبيتي "لا للوحدة العربية ولا للتبعية الغربية" ولا على قاعدة الدولة الإسلامية أو الدولة المسيحية المطرّزة بأقليات مشبوهة الولاء، ولا على قاعدة العلمانية الشمولية التي تعادي المتدينين من كل الأديان، بل على قاعدة الولاء لوطن متعدد الإيمانيات موحد الولاء ... للوطن؟؟؟
ثورة ما في: حرب أهلية أو حرب تحرير وطنية. خياران لا ثالث لهما.
إستعادة الأموال المنهوبة هي حجر في قنطرة حرب التحرير الوطنية وليست أكثر من مجرد حبة رمل وهمية يجرفها طوفان الحرب الأهلية التي يغلّفها "ضراط" الإصلاح المزعوم الذي يصل ضجيجه إلى آذان الأغبياء ولا تشم رائحته النتنه أنوف المصابين بوباء الجهل المتفشي في بلادنا لعقود قبل ظهور كورونا في الصين..
الأحفاد لن يسامحوا "قرطة الشعوب المجموعة" إذا أساءت الإختيار وفرطت برقعة الكيان.

google-playkhamsatmostaqltradent